موضوعات الأدب الإسلامي

موضوعات الأدب الإسلامي :

موضوعات الأدب الإسلامي

أغراض الأدب الإسلامي :

* أغراض الأدب الإسلامي بين التقليد والتجديد : 

اشتهر الأدب العام وخاصةً الشعر بأغراض أدبية كالمدح والفخر والوصف والغزل والهجاء والاعتذار والرثاء والحماسة وغيرها، التي هي ذاتها أغراض للأدب الإسلامي، لكنها تنفرد بسمات تتميز بها عن الأدب العام. 

* ما الذي يميز الأدب الإسلامي عن الأدب العام؟ 

للأدب الإسلامي خصائصه التي يتصف بها كل غرض إسلامي عن غيره، هذه الأغراض منها ما هو قديم، وقد ورد في الشعر الإسلامي في القديم والحديث. 

* الأغراض الأدبية القديمة في الشعر الإسلامي : 

  • شعر الأخلاق: يعكس القيم الأخلاقية الرفيعة. 

  • شعر القيم الإسلامية: يبرز القيم الإسلامية الأساسية. 

  • شعر الجهاد: يحتفي بالجهاد في سبيل الدفاع عن الإسلام. 

  • شعر الفتوحات الإسلامية: يسرد قصص الفتوحات والانتصارات الإسلامية. 

  • شعر الحضارة والدعوة الإسلامية: يصور جمال الحضارة الإسلامية ويدعو إلى الإسلام. 

* الأغراض الأدبية الحديثة في الشعر الإسلامي : 

* ما هي الأغراض الأدبية الجديدة التي ظهرت في الأدب الإسلامي المعاصر؟ 

وهنا أغراض جديدة جدت في الأدب الإسلامي وأخذت موقعها في العصر الحديث والأدب المعاصر، ومن أهمها: 

  1. شعر التكافل الاجتماعي: يعزز مفهوم التكافل والدعم المتبادل بين أفراد المجتمع. 
  2. شعر التضامن الإسلامي: يدعو إلى الوحدة والتضامن بين المسلمين. 
  3. شعر التأمل والطبيعة: يستلهم جمال الطبيعة ويدعو إلى التأمل في خلق الله. 
  4. شعر البناء النفسي للفرد والأسرة: يركز على تعزيز الصحة النفسية والعلاقات الأسرية. 
  5. رثاء الزعامات، والخطب الإسلامية: يرثي القادة ويعبر عن الأفكار الإسلامية من خلال الخطب. 
  6. الأناشيد الإسلامية: تحتفي بالقيم الإسلامية وتعزز الروحانية. 
  7. أدب الرحلات: يسرد تجارب السفر والاكتشافات. 
  8. أدب الأطفال: يعلم الأطفال القيم الإسلامية من خلال القصص والأناشيد. 
  9. فن التأليف، وأدب الكتابة: يشجع على الإبداع الأدبي وفنون الكتابة. 
  10. شعر الدعوة الإسلامية: يدعو إلى الإسلام ويبرز جمالياته. 

أغراض الأدب الإسلامي والتحديات والطموحات في بناء الأمة الإسلامية المعاصرة  :

وغيرها مما تقتضيه ظروف العصر، وأحوال الأمة الإسلامية، ومواجهة أعداء الإسلام الذين يتربصون به الدوائر في كل عصر، والدعوة إلى بناء الأمة الإسلامية المعاصرة بناءً قويًّا؛ لتتحقق لها العزة والمجد، والرقي والحضارة، كما قال الله عزَّ وجلَّ: { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ }. 

هل موضوعات الأدب الإسلامي صالحة للشعر فقط ؟

* تنوع الأغراض في النثر الأدبي الإسلامي :

* الأغراض الأدبية والنثر الفني  :

وليست هذه الأغراض صالحة للشعر فقط، بل هي أغراض صالحة أيضًا للنثر الأدبي الإسلامي بأنواعه في النثر الفني كالخطبة والرسالة والمقالة والأقصوصة والقصة والرواية والمسرحية، وفن السيرة الأدبي، وأدب الرحلات وغيرها ...

* القصة والجهاد :

فتوحي القصة مثلاً بغرض الجهاد في سبيل الله، والتضحية بالمال والنفس، حتى يتم النصر للقدس الشريف، مثل قصة "رجال في الشمس" لغسان كنفاني ،وغيرها ...

* الأقصوصة والعدالة الإسلامية :

كما توحي الأقصوصة بعدالة الإسلام وسماحته مثل أقصوصة "جريمة" لخالد خليفة، وغيرها ...

* فن السيرة الأدبي :

أو يبني الأديب كتابه على "فن السيرة الأدبي؛ مثل فن العبقريات، كعبقرية محمد ﷺ وعباقرة الصحابة رضوان الله عليهم للعقاد، و "حياة محمد" لمحمد حسين هيكل، و "على هامش السيرة لطه حسين وغيرها ...

* قصص من التاريخ الإسلامي : 

أو قصص من التاريخ للشيخ علي الطنطاوي، وكتاب "فأين الله" للأديب محمد حسين الحمصي، وهو قصص إسلامي من التاريخ يمثل صيحة عبد الله بن عمر في جوف الصحراء ...

* التصوير الأدبي للفكر الإسلامي :

وقصص عبد الحميد جودة السحار، وعلي أحمد باكثير، وغير ذلك من فنون النثر الفني، مثل أدب الرافعي والمنفلوطي والزيات ومحمد الغزالي وغيرهم، مما يقوم على التصوير الأدبي الرائع للفكر الإسلامي. 


 سمات الأغراض الشعرية المألوفة في الأدب الإسلامي :

* الأخلاق والقيم العليا في الشعر الإسلامي "تصوير الأخلاق الفاضلة" :


أما سمات الأغراض الشعرية المألوفة في الأدب الإسلامي، فهي تعتمد على تصوير الشعر للقيم السامية والأخلاق الفاضلة والصفات النبيلة؛ لتسمو بالإنسان، وتصفو ،روحه، وتتهذب نفسه ...

* بناء الإنسان المسلم :

فنبني إنسانًا قويا وجادا، ونكونه تكوينا سويا وصالحًا ، نبغي إنسانًا مسلمًا مؤمنًا عزيزا، نهدف إلى إيجاد عضو قوي في جسد الأمة الإسلامية.

هل يختلف غرض الهجاء عن أغراض  الأدب الإسلامي كلها في هذه السمات ؟

* الهجاء في الأدب الإسلامي: تنقية الفطرة وتعزيز القيم :

* الهجاء وتنقية الفطرة:

ولا يختلف غرض الهجاء عن الأغراض السابقة كلها في هذه السمات؛ لأن الأديب يصور فيه التنفير من الرذائل والقبائح والمساوئ، والدنايا والانحراف والشذوذ ، والتجرد من القيم الإنسانية والأخلاقية والانسياق مع الشيطان وهوى النفس، والتردّي في مساقط المذاهب الغربية الملحدة، والمدنية الزائفة، وينشد الشاعر من خلال ذلك ما يتناسب مع فطرة الإنسان المستقيمة من القيم الأخلاقية السامية والمبادئ الإنسانية الفاضلة.

الهجاء في الأدب الإسلامي: دوره وتأثيره :

* الدفاع عن الإسلام ورد الشبهات :

وقد سلك الهجاء في عصر صدر الإسلام هذا المسلك أو قريبا منه، فاختار الرسول ال حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة له في الدفاع عن الإسلام، لهجاء المشركين والردّ عليهم ...

* تفنيد الدعاوى والتشهير بالمساوئ :

وكان يقوم على تفنيد دعاوى قريش الباطلة، والتشهير بغدرها وكفرها، مع ذكر المساوئ والمثالب التي تتنافى مع المناقب والمُثل العليا ...

* التأكيد على الأخلاق الإسلامية :

ومع ذكر الوقائع والأيام، ثم يذكر الشاعر صفات الرسول وأخلاقه وأخلاق الصحابة، وانتصار المسلمين ومآثرهم وأخلاقهم ...

* أمثلة من الهجاء الشعري :

- فحينما يهجو حسان بن ثابت المشركين، يذكر صفاتهم القبيحة والذميمة، فكان أشدَّ عليهم آنذاك من وقع السهام، كما جاء في قصيدته التي يهجو بها أبا سفيان بن الحارث ابن عبد المطلب، ومنها:

أتهجوه ولست له بكفء * فتركما لخير كما الفداء

- وحينما يهجوهم كعب بن مالك يعيرهم بالكفر والضلال، ويذكر المساوئ والمثالب التي تتنافى مع المناقب والمثل العليا، فكان ذلك قاسيًا عليهم بعد إيمانهم، مثل هجائه عبد الله بن الزبعري كما في قصيدته التي يقول فيها:

فخرت على ابن الزبعري وقد سرى * لكم طلب من آخر الليل متبع
    فسل عنك في عليا معد وغيرها * من الناس من أخزى مقامًا وأشنع


هل يتنافى النسيب والحب والغزل أيضًا مع السمات السابقة لأغراض الأدب الإسلامي ؟

* الحب والغزل في الأدب الإسلامي :

ولا يتنافى النسيب والحب والغزل أيضًا مع السمات السابقة لأغراض الأدب الإسلامي؛ فيصور الأديب الحب العفيف الطاهر تصويرا روحيًّا مهذبا يترفع فيه عن ألفاظ الفحش، وصور القبح والبذاءة، وعن التعبير الحسي الممجوج، والتصوير الفاضح المكشوف، وعن كشف العورات، التي تهبط بالإنسان إلى البهيمية والشهوة وإلى الشذوذ الجنسي الممقوت؛ بذلك تسمو مشاعره، ويتحرك قلبه وعاطفته، ولن يكون رقي الإنسان إلا بهذا الحب ؛ فهو غريزة وخليقة بنفسه وروحه، تمتزج بلحمه ودمه، فلا يتخلى عنه ؛ وهو ضروري للإنسان في الحياة كلها؛ لأنه يحب أهله كما يقول الله عزّ وجل :

{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } (۱)، وقال النبي ﷺ : "إن من أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وألطفهم بأهله"، وقال النبي ﷺ أيضًا:

---------------
(۱) سورة الروم : آية ٢١.
---------------

"خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"، ويحب والديه وأولاده كما يقول الله تعالى: { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ } (۱) . فقدم الزوجات والأبناء في الحب على غيرهما، وكذلك قوله تعالى: { قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } (۲) ، فقدم في الحب الآباء والأبناء والإخوان والزوجات على غيرهم، وكما عبر القرآن عن حب يعقوب لأبنائه عليهم السلام في قوله تعالى :

{ وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبِوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكَّلُونَ (٦٧) وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أبوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ } (۳).

وكما في قوله تعالى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أو كِلاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُتٍ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا (۲۳) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } (٤)، وقال النبي ﷺ: "ابدأ بنفسك أولاً ثم بمن تعول"، وغيرها من الأحاديث الكثيرة والمعروفة، وحث الإسلام على محبة الناس، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ إِلَى قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)(٥)، وفي الحديث: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" وغير ذلك من الآيات والأحاديث الكثيرة.

------------------
(١) سورة آل عمران : آية ١٤.
(۲) سورة التوبة : آية ٢٤.
(۳) سورة يوسف : آية ٦٧ - ٦٨ .
(٤) سورة الإسراء : ٢٣-٢٤.
(٥) سورة الحجرات : آيات من ۱۳/۱۰.
------------------

ويحب الحيوان فيعطف عليه ويرعاه ، والحديث الذي وضح ثواب الرجل العظيم عند الله تعالى لأنه سقى الكلب الظمآن؛ فملأ له خفه، وحديث المرأة التي عذبت في هرة حبستها حتى ماتت جوعًا، وغير ذلك كثير، ويحب النبات والزرع كما في حديث الرجل يزرع حبا يأكل منه الإنسان والطير والحيوان، والشيخ الذي يزرع فسيلة لغيره حتى ولو علم أن القيامة حانت، ويحب الحجر والجماد، فيسخره لخدمته ولما هيأه الله تعالى، وإماطته عن الطريق حتى لا يتأذى غيره منه، ويحب كل شيء في الوجود، لأن الله سخره للإنسان لخدمته، وهذا التسخير إنما هو تسبيح الله عزَّ وجل، قال تعالى : ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) (١)، وقد بلغ القرآن أقصى الغاية في التعبير عن الحب الطاهر العفيف بتصوير قرآني معجز، فقال تعالى: " هن لباس لكم وأنتم لباس لهن" (٢)، وقوله تعالى : " ولا تنسوا الفضل بينكم " (٣) وكذلك في الحديث الشريف حين قسم النبي ﷺ بين زوجاته فقال: "اللهم إن هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك"، وغيرها من الآيات الكريمة والأحاديث الشريف، وأدب السلف الصالح في ذلك، فالأديب في أدبه يعبر عن الحب كما عبر القرآن الكريم والحديث الشريف في أدب عفيف طاهر. 

وأما الأغراض الأخرى التي ينشدها الأدب الإسلامي من الأدباء فهي كثيرة ومتجددة تجدد الأحداث والظروف والأحوال والتطور والتقدم في كل عصر؛ لأن الإسلام يستجيب في حضارته مع الإنسان في كل العصور والمواقع وجميع الأحوال، ومن أهم هذه الأغراض :

------------
(۱) سورة الإسراء : آية ٤٤.
(۲) سورة البقرة : آية ۱۸۷.
(۳) البقرة : آية ۲۳۷.
-------------

الموضوع السابق :

الموضوع الحالي  :

الموضوع التالي :

المزيد عن الموضوع :

تعليقات