فن الرسالة :

فن الرسالة

تعريف فن الرسالة :  

وهي لون من فنون النثر الأدبي يصور فيها الأديب غرضًا من الأغراض الإنسانية ينشئها لآخر، أو تكون إجابة عن رسالة أخرى، وتشمل التوقيعات والرسائل الإنشائية والمناظرات الأدبية بين أديبين كالهمذاني والخوارزمي أو الرسائل الإخوانية التي تعبر عن تهنئة، أو تعزية، أو عتاب، أو شفاعة، أو وصية أو شوق، أو شكر، أو ملاطفة أو استعطاف، أو نصيحة، أو مدح، أو فكاهة أو مشاعر المودة أو الخوالج والنزعات، أو غير ذلك في أسلوب أدبي أخاذ وتعبير رصين. 

أمثلة على فن الرسائل :  

مثل رسائل إبراهيم بن المهدي، وأحمد بن يوسف، والجاحظ، والحسن ابن وهب، وابن العميد والصاحب بن عباد، وابن حيان التوحيدي، والقاضي الفاضل، وما أشبه ذلك مما كتب عنه القلقشندي في كتابه "صبح الأعشى في صناعة الإنشا"، وجمعه أحمد زكي صفوت في كتابه "جمهرة رسائل العرب" في مختلف العصور القديمة. 

فن الرسائل في العصر الحديث :

ومن كتاب الرسائل في العصر الحديث حمزة فتح الله والإمام محمد عبده، وعبد الخالق باشا ثروت، وعبد الله النديم، ومصطفى صادق الرافعي، وحفني ناصف، والشيخ علي الليثي، وعائشة التيمورية، وغيرهم. 

فن الرسائل في العصر العباسي: 

ومن الرسائل في العصر العباسي رسالة ابن العميد إلى بلكا بن نداد ابن خورشيد في النصح والمصالحة بينه وبين ركن الدولة البويهي، وقد درستها في كتابي "من الأدب العباسي دراسة ونقد" دراسة أدبية ونقدية. ومنها رسالة أحمد بن سليمان بن وهب إلى أحد أصدقائه يقول فيها (1) :

"وأنت الأخ الأوثق، والولي المشفق، والصديق الوصول، والمشارك في المكروه والمحبوب، قد عرفني الله من صدق صفائك، وكرم وفائك على الأحوال المتصرفة، والأزمنة المنقلبة ما يستغرق الشكر ويستعبد الحر إلخ". 

بنية فن الرسالة: 

تقوم الرسائل في بنائها على مقدمة وموضوع وخاتمة. 

فن الرسائل في العصر الحديث:

ومن الرسائل في العصر الحديث رسالة الإمام محمد عبده إلى أحمد الهاشمي صاحب كتاب "جواهر الأدب" في الشكوى من معاملة الإنجليز وهو في السجن بسبب الثورة العرابية عام ١٨٨١ يقول فيها (2) :

"تقلدتني الليالى وهي مدبرة * كأنني صارم في كف منهزم"

* الظلام والفتن: 

"عزيزي هذه حالتي اشتد ظلام الفتن حتى تجسم بل تحجر، فأخذت صخوره من مركز الأرض إلى المحيط الأعلى، واعترضت ما بين المشرق والمغرب، وامتدت إلى القطبين فاستحجرت في طبقاتها طباع الناس، إذ تغلبت طبيعتها على المواد الحيوانية أو الإنسانية فأصبحت قلوب الثقلين (كَالْحِجَارَةِ أَو أَشَدَ قَسْوَةً)..." 

* تبارك الخالق: 

"فتبارك الله أقدر الخالقين، انتثرت نجوم الهدى، وتدهورت الشموس والأقمار، وتغيبت الثوابت النيرة، وفر كل مضيء منهزما من عالم الظلام..." 

* دوران الأفلاك وسلطة الشر: 

"ودارت الأفلاك دورة العكس ذاهبة بنيراتها إلى عوالم غير عالمنا هذا، فولى معه آلهة الخير أجمعين، وتمحضت السلطة لآلهة الشر، فقلبوا الطباع، وبدلوا الخلق، وغيروا خلق الله، وكانوا على ذلك قادرين..." .

-------------------

(1) معجم الأدباء : ياقوت الحموي ٣/٦٢.

(2) جواهر الأدب : أحمد الهاشمي : ۱/۱۱۱.

الموضوع السابق :

الموضوع الحالي  :


الموضوع التالي :

المزيد عن  الموضوع :

تعليقات