-->

أسس البحث ومكوناته وعناصره ومواصفاته ، البحث اللغوي بين القدماء والمحدثين 2023

 أسس البحث ومكوناته وعناصره ومواصفاته

أسس البحث ومكوناته وعناصره ومواصفاته  اختيار الموضوع ، والتأكد من صلاحيته  أسس اختيار الموضوع للبحث  مواصفات البحث الجيد  الجدة  الوضوح والدقة  تحديد الموضوع  مناسبة الموضوع للمرحلة  الموضوع وميول الباحث  وفرة المصادر  خطة البحث  أهمية الخطة  مصادر البحث ومراجعة  جمع المادة العلمية


مدخل إلى الموضوع :


هناك أسس يقوم عليها كل بحث وعناصر يتكون منها وهذه الأسس والعناصر لابد من مراعاتها حتى يخرج البحث بصورة مقبولة شكلا ومضمونا وحتى يحقق الهدف الذي يبتغيه صاحبه وإذا لم يلتزم الباحث بالأسس العلمية للبحث فهذا يؤدي إلى خروج البحث 

بصورة مشوهة وناقصة ولا يحقق الهدف الذي وضع من أجله ولا يكون لبنة صحيحة في صرح المعرفة الإنسانية .

أسس البحث ومكوناته :


1- اختيار الموضوع ، والتأكد من صلاحيته :

أسس اختيار الموضوع للبحث :


إن اختيار البحث اللغوي ليس أمرا سهلا فلابد أن يكون الباحث صاحب ثقافة واسعة في مجال الدراسات اللغوية ومعرفة بالبحوث التي سبقته حتى يمكنه التوصل إلى بحث لغوي جديد وقد كان اختيار موضوع للماجستير أو الدكتوراه في السنوات الثلاثين الماضية 

من بدء  الحياة الجامعية فيه سهولة ويسر لوجود الكثير من الظواهر والقضايا اللغوية والنحوية التي لم يدرسها أحد من قبل بالإضافة إلى أين الأعلام الذين أقاموا صرح النحو والتصريف كالخليل وسيبويه والكسائي والفراء وأبی على الفارسي وابن جني وابن 

هشام والسيوطي  وسواهم كانوا بحاجة إلى من يتناول آراءهم بالجمع والتحليل والدراسة وكذلك كانت هناك عشرات المخطوطات التي كانت في حاجة إلى التحقيق والدراسة ولكن بعد انتشار الجامعات في أنحاء الوطن العربي كافة ووضع برامج للدراسات العليا وجد 

الباحث صعوبة  شديدة في اختيار موضوع لم يسبق إليه ومع فالأمر لا يعني أن الأول لم يترك للأخر شيئا، لأن القراءة الواعية للتراث والمراجع الحديثة تساعد الباحث كثيرة في اختيار الجديد.

 والطريقة التي يجب اتباعها في اختيار الموضوع هي أن يعكف الباحث على القراءة والاطلاع المستمر مع النظر في البحوث السابقة والوقوف على تفصیلات موضوعاتها للتعرف على ما يتفق مع ميوله وتؤدي هذه الطريقة إلى ابتعاد الباحث عن الموضوعات المعدة 

واختياره موضوعا اكتشفه بنفسه واستطاع التوصل إليه بعد معاناة من الكتب والمصادر والمراجع والدوريات والبحوث لأن القراءة المستمرة تولد الكثير من المعاني والعديد من الأفكار وتفتح أمام ناظرى الباحث  آفاقا واسعة من التأمل والتدبر.


مواصفات البحث الجيد :

أسس صلاحية الموضوع للبحث :


هناك شروط يجب توافرها في البحث المختار منها:

1- الجدة:


لابد أن يكون موضوع البحث جديدا لم يطرقه أحد من قبل مع ابتعاده عن الابتذال حتى تكون الفرصة سانحة أمام الباحث للابتكار والإبداع والإتيان بالمفيد النافع .

2-الوضوح والدقة:


يجب أن يبتعد الباحث عن اختيار موضوع يكتنفه الغموض ويحيط به الإبهام بل يجب أن يكون الموضوع دقيقا واضحا ولابد من وضوح العنوان ودقته مع تمثيله الصادق للموضوع والخطة التي صممها الباحث واتصافه بالصبغة العلمية.

3-تحديد الموضوع:


لابد من تضييق مجال البحث حتى يمكن الإلمام بأطرافه والوقوف على التفصيلات الخاصة به والتعمق فيه. 

لذلك كلما كان الموضوع ضيقا ومحددا صار أكثر صلاحية للبحث والدراسة .

4- مناسبة الموضوع للمرحلة:


يجب أن يحرص الباحث على اختيار موضوع يناسب المرحلة التي يدرسها لذلك هناك الكثير من الفروق الدقيقة بين البحث الذي بمستوى الماجستير والبحث الذي بمستوى الدكتوراه .

5- الموضوع وميول الباحث:


                     يفضل أن يأخذ الطالب ماهو أقرب إلى نفسه ورغبته وتجربته ليدفعه ذلك إلى العمل والتضحية وليشعره بالمتعة وليعينه على الفهم والتفهيم .

6- وفرة المصادر:


عند اختيار الموضوع لابد من الابتعاد عن الموضوعات التي يصعب العثور على مادتها العلمية في مراكز المعلومات المحلية وبصورة كافية فليس من الحكمة أن يستمر الطالب في بحث تندر مصادره؛ لأن الموضوع لا تتوفر له المصادر الضرورية .


والباحث لا ينتهي فيه إلى نتائج ذات قيمة ويعنی بالمصادر الضرورية الوثائق الأصلية من كتب وغيرها المتعلقة بصلب الموضوع والتي تكون مادته الخام (۱) .


(۱) منهج البحث اللغوي ۱۹۲ وما بعدها ، والري في البحث اللغوي 34 وما بعدها بتصرف .

2-خطة البحث:


1-عبارة عن بيان الخطوط العريضة التي سيسير عليها الباحث في دراسة موضوعه وتوضيح الصورة المجملة التي سيكون عليها .


2-أو هي الأفكار العامة التي تنظم المادة العلمية داخل البحث والمستمدة من ثقافة الباحث التي حصلها من قراءاته الواسعة في المراجع المتصلة بموضوع البحث.

 ولابد أن تحتوي الخطة على وصف دقيق للأبواب والفصول مع إعطاء فكرة موجزة عن الموضوع في أولها.

3-والخطة هي الأساس الذي سيبنى عليه البحث وتعد المحك الحقيقي الذي يدل على الرغبة في البحث والتهيؤ له والاستعداد لخوض غماره، بالإضافة إلى دلالتها على الدراية بالموضوع والعلم بخطوطه العريضة.


  ويجب على الباحث تقديم الخطة إلى الأستاذ الذي سيشرف علی بحثه ولابد أن تحظى بموافقته عليها، وألا يتعجل في صياغة الخطة وكتابتها.

أهمية الخطة :


والخطة ثمرة قراءات مستمدة في المصادر والمراجع التي تتصل بالموضوع اتصالا مباشرا، لذلك يجب على الباحث ألا يتعجل في صياغة الخطة وكتابتها.


وإذا كانت الخطة البحث من بحوث الماجستير أو الدكتوراه فلابد من عرضها على مجلس القسم ويناقش الباحث فيها مناقشة علنية وبعد 

إقرارها يجرى الباحث التعديلات اللازمة عليها وبعدها يقدم الباحث الخطة إلى الدراسات العليا ليتم تسجيل الموضوع بصفة نهائية وينص الباحث في نهاية الخطة على أنها قابلة للتعديل من خلال قراءته في المراجع المتصلة بموضوع البحث.

3- مصادر البحث ومراجعة:


يتردد بين الباحثين مصطلح "مصادر"، ومصطلح "مراجع" فهل هما بمعنى واحد أم أن هناك فرق بينهما؟


والواقع أن بعض الباحثين لا يميل إلى التفريق بينهما. 

فعندما يقولون: مصادر البحث يريدون بذلك مصادر البحث الأصلية ومراجعها الثانوية والعكس صحيح فعندما يقولون مراجع البحث يريدون المصادر الأصلية والمراجع الثانوية أيضا.


أما الكثير من الباحثين فيفرقون بينهما باعتبار أن "المصادر": "هي أقدم ما يحوي مادة عن موضوع ما" وبعبارة أخرى هي الوثائق والدراسات الأولى منقولة بالرواية أو مكتوبة بيد مؤلفين ثقات أسهموا في تطور العلم أو تحرير مسائله وتنقيح موضوعاته أو 

عاشوا الأحداث والوقائع أو كانوا طرفا مباشرة فيها أو كانوا هم الواسطة الرئيسة لنقل وجمع العلوم والمعارف السابقة للأجيال اللاحقة وصاحب كل فكرة جديدة يعد مصدرا في مجالها.


وأما المراجع: 

فهي التي تعتمد في مادتها أساسا على المصادر الأصلية الأولى فتعرض لها بالتحليل أو النقد أو التعليق أو التلخيص ولكى يتضح الفرق بينهما خذ مثلا إذا أراد الباحث دراسة قضية من قضايا فقه اللغة عند ابن جنى 

مثل "الاشتقاق" أو "تصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني" أو "إمساس الألفاظ أشباه المعاني" فإن مصدره في ذلك کتاب الخصائص لابن جني، أما الدراسات التي قامت حول كتاب الخصائص وما فيه من قضايا فتعد مراجع لا مصادر.

وكذلك إذا أراد الباحث دراسة الأصوات في كتاب سر صناعة الإعراب لابن جني أو القراءات في كتاب المحتسب لابن جني فإن مصدره الأصلى في ذلك هما سر "الصناعة" و"المحتسب" ، أما الدراسات التي قامت حولهما فتعد مراجع لا مصادر وهذا الكلام يقال في كتاب "الصاحبي" لابن فارس و"الكشاف" للزمخشري وغيرهما. 

والبحث الأصيل هو الذي يعتمد في مادته على مصادر أصلية أما المراجع بالنسبة للبحث فأهميتها من الدرجة الثانية وقصارى ما تفيده هب أنها تكشف عما بلغه البحث العلمي في ذلك المجال الذي اختار فيه الباحث موضوعه . 

وللطالب أن يقر ما تأتي به المراجع أو يرده فهي بحوث مساوية لبحثه، وعليه أن يعود بنفسه للمصادر التي استقت منها المراجع فتعامله مع المراجع إنما هو لمجرد الإطلاع على وجهات النظر أو لمناقشتها والرد عليها بما يستمده بنفسه من المصادر (۱).

4-جمع المادة العلمية


... وشرحها  في الجزء الثاني

المصادر والمراجع :

-----------------------------------------

(1) كتابة البحث العلمي 63 بتصرف وكيف تكتب بحثا ۵۸ بتصرف .

-----------------------------------------


قد يعجبك هذا أيضا :