-->

أسس اختيار موضوع البحث ج2 وأسس صلاحية ، قاعة البحث الفرقة الأولى 2023

أسس اختيار موضوع البحث  وأسس صلاحية للبحث

أسس اختيار موضوع البحث ج2 وأسس صلاحية ، قاعة البحث الفرقة الأولى 2023

أسس اختيار موضوع البحث 

يقول الدكتور فوزي عبد ربه : « إن التسرع في اختيار الموضوع دون معايشة له أو إلمام بأطرافه أمر خطير، طالما نبهت إليه ودعوت طلاب الدراسات العليا إلى التأني في اختيار موضوعاتهم وكثيرا ما لمست من بعض الباحثين فهمهم الكامل للموضوعات التي يختارونها وإلمامهم بجوانب كثيرة تتصل بهذه الموضوعات وفهمهم للأهداف ...

 التي ينشدونها ويريدون الوصول إليها، فاختيار موضوع البحث لا يأتي عفو الخاطر، أو يكون وليد الصدفة، وإنما يجيء نتيجة عمل يعتمد على التفكير والقراءة والتنقيب في أمهات الكتب، ومراجعة المشرف أو المتخصصين من ذوي الخبرة مرات ومرات» (۱) .

هـ ـ يدرك الباحث أن هناك فرقا كبيرا بين موضوع يختاره ليقدم فيه «رسالة الماجستير» أو «الدكتوراه»، وموضوع آخر يقدم فيه كتابا حتى يستطيع أن يختار الموضوع المناسب لكل مجال، فهو في اختياره ...

«للماجستير» أو «الدكتوراه»، تحكمه أسس وضوابط و قواعد وضعتها الجامعات لاختيار الموضوعات وهو في اختياره للكتاب لديه الحرية في ان يختار ما يحلو له من الموضوعات التي تناسبه « فمن الممكن أن يكتب الإنسان كتابا فيما لا يجوز أن يكتب فيه رسالة ومن اليسير أن تلمس الفرق واضحا بين كتاب ورسالة كتبا في موضوع واحد.

فمثلا كتب سامي الكيالي كتابا عن طه حسين عنوانه : « مع طه حسین  «سلسلة اقرأ عدد مايو سنة ١٩٥٢م». 

و ( Pierre cahia ) » ، وقدم لجامعة (أدنبره) رسالة سنة 1951م حصل بها على «الدكتوراه» موضوعها «طه حسين». 

والمطلع على السفرين يرى أن سامي الكيالي يمدح الدكتور طه في كل سطر، ويدافع عنه في كل فقرة ويملأ صفحات كتابه ثناء وإعجابا بالمفكر الحر والكاتب العظيم دون أن يخط سطرا واحدا ينقده به أو يخالف فيه آراءه ...

 فهذا كتاب وما كان من الممكن أن يكون رسالة ولكن ( pierre cahia ) يحلل ويعرض ويمدح وينقد، ويثني ويعاتب ويتفق ويختلف وغير ذلك مما جعل عمله رسالة وكتب له النجاح فيها» (۲). 

فموضوع رسالة «الماجستير» و«الدكتوراه» يكون جديدا طريقا محددا، يضيف فكرة أو معلومة جديدة في مجاله، بينما الموضوع في الكتاب لا يشترط فيه ذلك، فقد يكون مكرورا، واسع الإطار بالإضافة إلى أن إعداد كل منهما وإنجازه يختلف عن الآخر، كما سبق أن أوضحنا بالمثال الذي تناول الدكتور طه حسين في رسالة وفي كتاب .

-------

(۱) أضواء على أسس البحث العلمي وقواعده ، ص۲۸، ۲۹ .

(۲) كيف تكتب بحثا أو رسالة ، ص٤١، ٤٢ .

-------

٢- أسس صلاحية الموضوع للبحث :

نستطيع أن نحدد الأسس التي يتم بها تحديد صلاحية الموضوع للبحث فيما يلي :

أ- ينبغي عند اختيار موضوع البحث، أن يختار الباحث الموضوعات الهادفة ذات الأهداف المحددة الواضحة، التي من شأنها أن تفيد الباحث، وتفيد جمهور القراء.

يقول الدكتور احمد شلبي: « ليس كل موضوع يستحق الجهد الذي سبيذل فيه، وعلى هذا يجب أن يحرص الباحث الطموح على أن يختارموضوعا حيا لا يحصل به على «الماجستير»، أو «الدكتوراه» فقط « أو أي و درجة أخرى، أو يقدم فيه بحثا وكفي».

 بل يفتخر بنشره وتقديمه للقراء بعد ذلك، وهنا أنتهز هذه الفرصة لأحث الباحثين على اختيار الموضوعات النافعة، لا الموضوعات التي تختفي في مكاتب أصحابها بمجرد حصولهم على الدرجة التي تقدموا لها، فليست المسألة أن يكتب الباحث رسالة أو ينال درجة،

 بل أن يخرج موضوعا مفيذا يكون تذكارا جميلا لحياة أجله، ويدعو مبدأ ربط العلم بالحياة أن يحاول الباحث اختيار موضوع ينتفع به عمليا بعد تمامه، كان يحاضر فيه إذا كان مدرسا أو ينتفع به في معمل أو عمارة إذا كان يشتغل بالعلوم أو الهندسة» (1) .

ب - يستحسن عند اختيار موضوع البحث أن يختار الباحث الموضوعات ذات المصادر المتعددة، لاتساع دائرة البحث فيها.

 فكثرة المصادر تسهل للباحث الحصول على المادة العلمية اللازمة لموضوعه فينتهي من بحثه على أحسن ما يتمني، وعدم توافر المادة العلمية يؤدي إلى تعثر الباحث، وانصرافه عن موضوعه، وبذلك يكون الوقت الذي مضى في البحث قد ضاع دون فائدة.

فإذا اختار الباحث الموضوع وبدأ في القراءة حوله، وجمع المادة العلمية له، 

ثم تبين له أن المادة العلمية غير كافية، فإن لديه هنا الفرصة للعدول عن الموضوع، وعدم الاستمرار فيه دون جدوى والبحث عن موضوع تتوافر له المصادر التي تعمده بالمادة العلمية اللازمة.


------

(۱) كيف تكتب بحثا أو رسالة، ص37.

------

وقد يرتبط هذا الجانب أكثر ما يرتبط بناشئة الباحثين الذين لا يستطيعون السير في موضوع دون توافر مصادر تمدهم بالمعلومات التي يريدونها، وتغطي جوانب الموضوع،

 أما كبار الباحثين فقد يكون من السهل عليهم السير في مثل تلك الموضوعات لسعة ثقافتهم، وتنوع معارفهم، وخبرتهم في مجال البحوث، وإن كان هذا لا يمنع من استعصاء بعض هذه الموضوعات عليهم أحيانا.

ج - الحرص على اختيار الموضوعات الجديدة الطريفة، التي تقدم الجديد المبتكر، وتضيف إلى المعرفة الإنسانية ما يحسب لأصحابها وهذا أساس مهم ومؤثر في صلاحية الموضوع للبحث.

وعلى الباحث أن يضعه في ذهنه دائما ، إذ ما الفائدة أن يقدم الباحثبحثا كل ما فيه مكرور معاد، ونبحث عن جديد أتي به صاحبه فلا نجد يرى الدكتور أحمد شلبي ضرورة « أن تنتج الرسالة «أو البحث» ابتكارا وتضيف جديدا إلى ما هو معروف من العلوم، فالباحث يبدأ من حيث انتهى غيره من الباحثين،

 ليسير بالعلم خطوة أخرى وليسهم في النهضات العلمية بنصيب، وليس الابتكار المطلوب في الرسائل «أو البحوث» هو كشف الجديد فحسب، بل هناك أشياء أخرى غير الكشف يشملها لفظ الابتكار، وذلك مثل ترتيب المادة المعروضة ترتيبا جيدا مفيدا، أو الاهتداء إلى أسباب جديدة لحقائق قديمة أو تكوين موضوع منظم من مادة متناثرة أو نحو ذلك . (1).

ويرى أيضا أنه «إذا كان لابد « للماجستير » أن يضيف جديدا للثقافة العالمية، فالجديد الذي تضيفه رسالة « الدكتوراه » يجب أن يكون أوضح وأقوى، فهي بين إبراز فكرة وشرحها وتنظيمها أو التعمق براي والتطور به وتفريعه، ويكون كل ذلك موضوعا في مستوى عال يتناسب الدرجة التي سيمنحها الباحث» (۲) .

------

(۱) السابق ص16 .

(۲) السابق ص۱۸ .

------

وكذا الأمر في كل البحوث يجب أن تضيف جديدا، وكلما كان حرص الباحث على اختبار الموضوعات التي تساعده على تقديم الجديد بسهولة، كلما ارتفعت مكانته في عالم البحث ، أما الموضوعات التي يصعب فيها تقديم الجديد، بمعنى أنها - قتلت - بحثا إن صحت الكلمة هنا فتجنبها أفضل للباحث.

د - اختيار الموضوعات المحددة ليسهل بحثها ودراستها، فكلما كان إطار الموضوع محددا، استطاع الباحث أن يتمه علي الوجه الأكمل، ويقدم فيه دراسة دقيقة، عميقة، ومفيدة، أما إذا كان إطار الموضوع واسعا ، فإن جوانب كثيرة فيه سيمر عليها الباحث مروزا سريعا ولن يعطيه حقه من الدراسة والبحث، كما أن البحث سيخرج مبتورا يتسم بالسطحية والعجلة في كثير من عناصره .

يقول الدكتور شوقي ضيفا « المهم دائما تضييق مجال البحث حتى يستطيع الباحث أن يمر بأطرافه وحتى تصبح له معرفة دقيقة بتفاصيله وحتى يمكن أن يتعمق في لأعورة ، وأيضا حتى يحيط بمادته ومصادره، وحتى يتاح له أحيانا أن يكتشف مصدرا مهملا، ومن الخطأ لذلك الاتساع بالموضوع (۱) .

وجعل الدكتور رفعت التهامي « من عوامل نجاح البحث تحديد الموضوع تحديدا دقيقا - ويرى أنه - ليس هناك موضوع سهل وآخر صعب وليست العبرة بكثرة مراجع البحث وإنما العبرة بمدى الجديد في البحث خاصة إذا كان قد كثر طرقه وتناوله من قبل وكلما كان الموضوع أكثر ضيقا كان أكثر صلاحية للبحث والدارسة» (۲).

ويرى الدكتور السيد ابو ذكرى أن يكون موضوع البحث « محددًا على نحو دقیق، يبرز جوانبه، ويوضح أبعاده، ويشير إلى غاياته. 

عندئذ يستقيم طريق الباحث، ويمضي إلى بحثه على هدي - دون تخبط وتعثر (۳) .


المصادر والمراجع :

-----------------------------------------

(۱) البحث الأدبي ، د. شوقي ضيف ، ص34 .

(۲) محاضرات في أدب البحث ، ص۲۷ .

(۳) البحث الأدبي ، د. السيد ابو ذکری ، ص۲۹ .

------------------------------------------

الموضوع التالي :



قد يعجبك هذا أيضا :