-->

الصفات التي ينبغي أن يتمتع بها الباحث ، البحث اللغوي بين القدماء والمحدثين 2023

 الصفات التي ينبغي أن يتمتع بها الباحث

الصفات التي ينبغي أن يتمتع بها الباحث صفات الباحث  كثرة الاطلاع ، والعشق للقراءة  الإلمام بالبحوث والدراسات والآراء  نبذ التحيز والموضوعية  النزاهة والعدالة والأمانة العلمية  الصبر والمثابرة  الرغبة  سلامة الأسلوب وجماله  آداب وصفات طالب العلم عند القدماء  النية  الأخذ عن الثقات  تطهير القلب من الأدناس  التفرغ للعلم  التواضع  توقير العلماء  دوام مراقبة الله تعالى  السؤال بأدب عند عدم الفهم  تقوى الله تعالى  تحري الدقة في نقل النصوص والتأني وبعد النظر ، والقدرة على التذوق والتعليل   الموهبة ، وطاعة الله ، والتجرد ، والتشكك ، وحب العلم والتلذذ به ، والإحاطة بمناهج البحث ، والالتزام بالأخلاق الفاضلة

صفات الباحث


هناك صفات يجب أن يتحلى بها الباحث الذي يشرع في إعداد بحث من البحوث وهي مجموعة من الشروط والخصائص والمهارات التي يمكن اكتسابها عن طريق المران والدربة والممارسة ويضاف إلى ذلك الاستعداد الفطري لدى الباحث الذي يساعده كثيرا في 

تقديم عمل علمي يفيد منه الذين يأتون بعده من طلاب العلم والمعرفة وموهبة البحث عندما توجد يمكن تنميتها بالمعرفة والمثابرة .

فكثرة الاطلاع على الأعمال الجيدة وعمق التفكير فيها وفي خطواتها الفكرية ثم الاستمرار على محاولات البحث والدراسة والتعرف على أخطاء المحاولة كما يبينها الأساتذة والمشرفون والنقاد، والاتجاه لتحاشي هذه الأخطاء في الأعمال الجديدة كل ذلك ينمي موهبة البحث ويبرز شخصية الباحث.

ولكن عندما تكون موهبة الباحث ضئيلة أو معدومة يكون من الصعب وربما من الخطأ السير في طريق البحث فإن الطالب في هذه الحالة لن يستطيع أن يخلق عملا علميا ذا بال.

الصفات التي ينبغي أن يتمتع بها الباحث 

1- كثرة الاطلاع ، والعشق للقراءة :

لابد أن يكون الباحث محبا للاطلاع يذهب إلى دور الكتب والمكتبات العامة فهي المكان الطبيعي لتواجده؛ لأن إمكاناته المادية مهما بلغت لن تسعفه في أن يحصل على كل ما يحتاج إليه من الإنتاج العلمی ذی الصلة بموضوع بحثه بالإضافة إلى وجود طبعات قديمة أو نادرة ليست موجودة في الأسواق أو مراكز بيع الكتب .

٢- الإلمام بالبحوث والدراسات والآراء :

الإلمام بالبحوث والدراسات والآراء التي كتبت عن الموضوع الذي تم اختياره وإذا كانت هناك بعض المخطوطات التي تفيد الباحث في موضوعه فلابد من الرجوع إليها لأنه من عيوب البحث العلمي وجود رأي أو مقال أو دراسة أو كتاب يتصل بالموضوع ويفيد في معالجته ولا يرجع إليه الباحث.

3-نبذ التحيز والموضوعية :

يجب أن يتمتع الباحث بالموضوعية ويظهر ذلك في معالجة الدراسة التي اختارها ، ويجب أن يبتعد عن الذاتية لأن البحث الجيد هو الذي يبتعد صاحبه عن التعصب لموضوعه أو يقف ضده ويعالج أفكاره ونقاطه الأساسية في ضوء التفكير العلمي المنظم الذي يقوم

على العقل لا على العاطفة والهوى وتؤدي الموضوعية في البحث إلى الابتعاد عن إصدار أحكام غير صحيحة وتجنب الباحث الشطط والزلل .

4-النزاهة والعدالة والأمانة العلمية :


يجب أن يتمتع الباحث بالنزاهة والعدالة والأمانة العلمية في نقل الأفكار وعرضها ونسبتها إلى أصحابها ولابد أن يشير إليها في مصادره ومراجعه كما يجب أن يتمتع الباحث بصفاء الذهن والقدرة على الحوار وعدم التعصب لرأي على حساب آخر وأن يبتعد عن الانفعال والتأثر بالآراء المحيطة به حتى لا يقع فريسة لتعدد الآراء وتضاربها.

5-الصبر والمثابرة  :

لابد أن يتمتع الباحث بالصبر الذي يجعله يشعر بالسعادة حين الجلوس بين المصادر والمراجع والمقالات والبحوث والدوريات لذلك صدق من قال: إن البحث صبر ويضاف إلى ذلك بذل الوقت والجهد في سبيل البحث العلمي دون الشعور بالتأفف أو التذمر أو الضجر.

6-تحري الدقة في نقل النصوص والتأني وبعد النظر ، والقدرة على التذوق والتعليل :

 تحري الدقة في نقل النصوص التي تتصل بالبحث، وعدم التسرع في قراءتها لأن ذلك يؤدي إلى سوء فهمها والتوصل إلى أحكام خاطئة ونتائج غير صحيحة بالإضافة إلى الابتعاد عن الاستهانة بآراء بعض الباحثين ومؤلفاتهم لأنها ربما تقدم للباحث قطرة ضوء في طريق عمله العلمي .

7- الرغبة :

 وهي شرط للنجاح البحث، فإذا فرض على الباحث موضوع ما سوف يشعر بالضجر والقلق ولن يستطيع أن يبدع فيه ، أما إذا كان الباحث محبة للموضوع الذي يبحثه فسوف يبدع فيه ويقدم الجديد ويستهين بالصعوبات التي تواجهه في بحثه.

8- سلامة الأسلوب وجماله :

 سلامة الأسلوب وجماله ، فاللغة التي يصوغ بها الباحث بحثه إن كان باللغة العربية يجب أن تكون بعيدة عن اللحن والأخطاء الصرفية والنحوية والإملائية وقبل هذا لابد لنا من القول بأن من لا يفهم العربية ويتصرف فيها لا يتأتى له فهم نصوص 

القرآن والسنة وأقوال أئمة الدين ومن محرم هذا فإنه لا يستطيع الادعاء بأنه قادر على التعبير عنها حق التعبير ، إن الأسلوب هو ثوب المعاني وبمقدار توشيته وتحبيره وتجميله يقرب المعاني من الأفهام وتسرع الدخول إلى القلوب والعقول مع زيادة الأفضلية والخيرية لمن كان مكين اللغة عارفا بأساليبها (1) .

من آداب وصفات طالب العلم عند القدماء

ذكر علماؤنا القدامى مجموعة من الآداب لابد من وجودها في طالب العلم وهذه الآداب التي تحدثوا عنها مستمدة في جملتها من الكتاب والسنة وهذه الآداب تضاف إلى صفات الباحث التي تحدثنا عنها من قبل ونذكر فيما يأتي مجموعة من هذه الآداب:

9- النية:

 فكل عمل يقوم به المسلم يحتاج إلى النية، فعن عمر ابن الخطاب قال: قال رسول الله "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"(2) ، وطالب العلم يحتاج إلى النية حتي ينال ثواب العمل وإذا كان الطالب يبذل جهدا شاقا في تحصيل العلم فلاب يحرم نفسه 

من الأجر بأن يبتغي بعمله وجه الله تعالى ورفعة الإسلام ونفع المسلمين ففي الحديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -ص- "من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد غرف الجنة يوم القيامة" وعرف الجنة: ريحها(3) .

10-الأخذ عن الثقات: 

 الأخذ عن الثقات: قال النووي "ولا يؤخذ العلم إلا ممن كملت أهليته وظهرت ديانته وتحققت معرفته واشتهرت صيانته وسيادته"
وعن ابن سيرين "إن العلم دین فانظروا عمن تأخذون دينكم"(4) وفي الحديث "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال االمبطلين وتأويل الجاهلين"(5) .

11-تطهير القلب من الأدناس

تطهير القلب من الأدناس: فطهارة القلب لابد منها حتى يصلح لاستقبال العلم وحفظه ، فقد قيل تطييب القلب للعلم كتطييب الأرض للزراعة.

12- التفرغ للعلم:

 التفرغ للعلم: فطالب العلم ينبغي أن يتفرغ للعلم ولا يشغل نفسه بغيره.
قال الإمام الشافعي "لا يطلب أحد هذا العلم بالملك وعز النفس فيفلح ولكن من طلبه بذل النفس وضيق العيش وخدمة العلماء أفلح" وقال الإمام مالك "لا يبلغ أحد من هذا العلم ما يريده حتى يضربه الفقر ويؤثره على كل شئ" .
وقال النظام "العلم شيء لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك فإذا أعطيته كلك فأنت من إعطائه لك البعض على خطر"(6).

13-  التواضع:

 التواضع: فطالب العلم ينبغي عليه ألا يغتر بعلمه وأن يكون متواضعا مع معلمه ومع الناس، وقد أمرنا بالتواضع مطلقا فهنا أولی وقيل العلم حرب للمتعالي كالسيل حرب للمكان العالي .

14 - توقير العلماء: 

ينبغي على طالب العلم أن يوقر معلمه ويعظمه ولا يساويه بغيره إكرامأ له، قال الشافعي "كنت أصفح الورقة بين يدي مالك رحمه الله صفحة رفيقا هيبة له لئلا يسمع وقعها" وقال الربيع "والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلي هيبة له" .

15- دوام مراقبة الله تعالى: 

فعلى طالب العلم أن يراقب الله في علانيته وسره محافظة على قراءة القرآن ونوافل الصلوات والصوم وغيرهما معولا على الله تعالى في كل أمره معتمدا عليه مفوضا في كل الأحوال أمره إليه.

16-السؤال بأدب عند عدم الفهم: 

                                       فعلى طالب العلم إذا استغلق عليه أمر من الأمور وغمض عليه أن يستفسر عنه ولا يمنعه حياؤه من السؤال، قال مجاهد "لا يتعلم العلم مستح ولا مستكبر" وفي الصحيح عن السيدة عائشة قالت - رضي الله عنها-  النساء نساء الأنصار لم يمنعهن " الحياء أن يتفقهن في الدين"(7) (8) .

17-تقوى الله تعالى:

تقوى الله تعالى: قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: ۲۸۲] .

18- باقي الصفات :

الموهبة ، وطاعة الله ، والتجرد ، والتشكك ، وحب العلم والتلذذ به ، والإحاطة بمناهج البحث ، والالتزام بالأخلاق الفاضلة .

المصادر والمراجع :

-----------------------------------------

(1) منهج البحث اللغوي ص۲۱۸ وما بعدها، ومنهج البحث في الدراسات الإسلامية ص49، وينظر ص36 وما بعدها .
(2) رواه البخاري ومسلم، جامع العلوم والحكم ص 9.
(3) أخرجه ابن أبي شيبة 8/ 543 [26118] وأحمد ۲/ ۳۳۸ [8438] .
(4) رواه مسلم رقم (26) .
(5) رواه البيهقي وصححه الألباني رقم (۲۰۹۱۱)، مشكاة المصابيح رقم (248) .
(6) تاریخ بغداد - الخطيب البغدادي 6/ ۹۷ ۰ .
(7) فتح المنعم ۲/ ۲۹۹ والمنهل الحديث في شرح الحديث ۱۰/ 74 ، ۷۷ ، فتح الباري بشرح صحيح البخاري ج ۱۳ .
(8) أدب العالم والمتعلم ص۲۹ وما بعدها ، وأدب الدين والدنيا ص47، والمزهر ۳۰۳/۲ .
-----------------------------------------

الموضوع التالي :



قد يعجبك هذا أيضا :