-->

التعريف بالأندلس من ناحية التاريخ (الحياة السياسية) ، الأدب الأندلسي ‏الفرقة الثالثة 2022

التعريف بالأندلس من ناحية التاريخ ( الحياة السياسية ) :

التعريف بالأندلس من ناحية التاريخ (الحياة السياسية)


التعريف بالأندلس من ناحية الحياة السياسية ج1

* * * *

ثالثا: التاريخ (1) ( الحياة السياسية ) :

اصطلح المؤرخون على تقسيم أطوار دولة الإسلام في الأندلس إلى العصور الآتية:

أولا : عصر الولاة الفاتحین (۹۲-١٣۸هـ- -711-756م) :

1- بعد أن دانت للمسلمين بلاد المغرب قاطبة، فكر القائد الطموح موسى بن نصير في فتح الأندلس أداء لرسالته في نشر الإسلام، وشجعه على ذلك (يوليان) حاكم (سبتة) الذي استغاث به السكان من ظلم الملك الجديد (لذريق Roderic).

2- استشار موسى بن نصير الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، فأذن له بعد أن نصحه بالتمهل وتجنب المغامرة، فأرسل في عام 91هـ سرية استطلاعية بقيادة طريف بن زرعة، فعبر المضيق في نحو خمسمائة رجل، فلم يجد مقاومة تذكر، وعاد محملاً بالغنائم، ولا يزال مكان نزوله مسمى باسمه (طريف Tarif).

 ( فكرة الفتح عند موسى بن نصير واستشارتة الخليفة)

3- في شعبان عام ٩٢هـ عبر طارق بن زياد المضيق الذي سمي باسمه، في جيش من سبعة آلاف رجل ثم أمده موسى بن نصير بخمسة آلاف يقودهم طريف بن زرعة، والتقى في شهر رمضان عام ٩٢هـ بالجيش القوطي بقيادة (لذريق) في معركة (وادي برباط)، 

وهزمه هزيمة ساحقة، وتعقبه رجال طارق، فقتلوه، وواصلوا الزحف حتى دخلوا عاصمة ملك القوط (طليطلة)، ثم اقتحموا أكبر معسكراتهم في (قرطبة).

4- في رمضان عام ٩٣هـ عبر موسى بن نصير في ثمانية عشر ألفا، وواصل الزحف مع طارق بن زياد مترافقين أو متخالفين، حتى وصلا خليج (بسكاي) شمال الأندلس.

5- في عام 95هـ استدعى الوليد بن عبد الملك القائد موسى بن نصير، فاستكمل ابنه عبد العزيز بن موسى فتح الأندلس، وانتهت حياة موسى بن نصير وطارق بن زياد عند سليمان بن عبد الملك في خمول مريب.

6- تعاقب على ولاية الأندلس خلال هذا العصر القصير ٢٢ واليا؛ بسبب استشهاد عدد منهم من ناحية، والصراعات الداخلية من ناحية أخرى.

7- وقد عبر المسلمون جبال البرانس يفتحون فرنسا، ويطمحون إلى فتح القسطنطينية من جهة الغرب، حتى دان لهم جنوب فرنسا، وروت دماء القادة الشهداء تلك الأراضي، 

منهم السمح بن مالك الذي استشهد يوم عرفة عام ۱۰۲هـ، وعنبسة بن سحيم الذي وصل (سانس) على بعد 70كم من باريس، واستشهد عام 107هـ، وعبد الرحمن الغافقي الذي استشهد في بلاط الشهداء عام 114هـ (معركة بواتية ) .

ثانيا: عصر الدولة الأموية بالأندلس (١٣٨-٤٢٢هـ-٧٥٦-١٠٣١م):

1- معجزة التأسيس: غربت شمس الدولة الأموية بالمشرق عام ١٣٢هـ، لكن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الملقب بصقر قريش تمكن من الفرار من تنكيل العباسيين، حتى وصل المغرب، وجعل يراسل زعماء موالي بني أمية في الأندلس،

 ثم عبر إليهم عام 137هـ، ونازل جيش واليي الأندلس الصميل بن حاتم ويوسف الفهري، وهزمهما في 10 ذي الحجة عام 138هـ، وخطب في الناس وصلى بهم، وكان هذا تاريخ ميلاد الدولة الأموية بالأندلس.

2- الأمراء الأقوياء: تعاقب على حكم الأندلس عدد من القادة الأقوياء أشهرهم عبد الرحمن الداخل (ت ١٧٢هـ) الذي أسس الدولة إداريا وحضاريا، وعبد الرحمن الأوسط (ت ٢٣٨هـ) الذي فتح جزر (البليار)، وعبد الرحمن الناصر ( ت350هـ) الذي قضى على ثورة ابن حفصون وغيرها من الثورات، وبنى مدينة الزهراء، 

وضاعف مساحة المسجد الجامع بقرطبة، وقد وصف عصره بالعصر الذهبي، ونعته (بروفنسال) بأنه أعظم ملوك أوربا في كل العصور، والحكم المستنصر (ت 366هـ) الذي اهتم بالحضارة جدا حتى أنشا أعظم مكتبة بالعالم في زمنه، إذ كانت تحوي أكثر من خمسمائة ألف مجلد.

3- الحجابة العامرية: أخذ الحكم المستنصر البيعة لابنه هشام الملقب بالمؤيد، فصار إليه أمر الأندلس وهو ما زال في الثانية عشرة من عمره، فتسلط عليه الحاجبان جعفر المصحفي والمنصور ابن أبي عامر، ثم تخلص الأخير من المصحفي، وحجر على هشام المؤيد، وصار الحاكم الفعلي للأندلس،

 وكون لنفسه جيشا من البربر غزا بهم أكثر من خمسين غزوة، وبنى مدينة الزاهرة ليخمل بها ذكر الزهراء، ووسع مسجد قرطبة حتى صار أعظم مساجد العالم في زمنه، ومات عام ٣٩٢هـ في مدينة سالم عائدا من غزوة في مملكة (ليون)، فتولى الحجابة من بعده ابنه السكير عبد الملك المظفر (ت٣٩٩هـ)، 

ثم ابنه عبد الرحمن الملقب بشنجول، فضاق الأندلسيون به ذرعا، وقتله رجال محمد بن عبد الجبار عام 399هـ، وأنهوا عصر الحجابة العامرية.

4-الفتنة الكبرى: اتفق بنو أمية على خلع هشام المؤيد الذي لم يكن يلي من الأمر شيئا، وبايعوا محمد بن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الناصر ولقبوه بالمهدي، لكن البربر – وهم جند العامريين – أحسوا بالخطر الداهم فبايعوا سليمان بن الحكم بن سليمان بن عبد الرحمن الناصر ولقبوه بالمستعين،

 وحاول البعض إعادة هشام المؤيد إلى الحكم، فدارت رحى مشئومة بين المهدي والمستعين والمؤيد، كان الطرف المهزوم فيها يستعين بالنصارى على أخيه، ودخلت أسرة بني حمود البربرية حومة الصراع مع الأمويين، وظلت قرطبة تئن تحت وطأة فتنة طاحنة لأكثر من عشرين سنة، 

تعاقب فيها على الحكم سبعة من بقايا البيت الأموي آخرهم هشام بن محمد بن عبد الجبار الملقب بالمعتد، وقد اتفق أهل قرطبة على خلعه عام ٤٢٢هـ وأنهوا بذلك عصر الدولة الأموية بالأندلس.

ثالثا: عصر ملوك الطوائف (٤٢٢-٤٨٤هـ -۱۰٣١-۱۰۹۱م):

اتخذ زعماء قرطبة قرارا كارثيا بعزل المعتد، وإلغاء الخلافة الأموية، فتقوض الصرح الشامخ، واستقل كل زعيم بما تحت يده، ونشأت إمارات شتى، أهمها:

1-إمارة قرطبة: وقد استقل بها أبو الحزم جهور بن محمد (ت 435هـ) ابنه أبو الوليد محمد (ت ٤٦٢هـ)، وقد أقحما الإمارة في صراعات مريرة مع بني ذي النون أصحاب طليطلة، حتى سقطت إمارتهم في قبضة المعتمد ابن عباد.

2- إمارة إشبيلية: وقد استقل بها بنو عباد، وأشهر زعمائهم عباد الملقب بالمعتضد (ت 461هـ) وابنه المعتمد بن عباد (ت488هـ)، وقد دخل الرجلان في حروب طاحنة مع جيرانهم من المسلمين، وضموا عددا من الإمارات المجاورة، في الوقت الذي كانوا يدفعون فيه الجزية لملوك ليون وقشتالة،

 وفي زمن المعتمد كانت وقعة الزلاقة عام 483هـ، وانتهى حكمه عندما عزله يوسف بن تاشفين في عبوره الثالث عام 484هـ، ثم نفاه إلى (أغمات) بالمغرب، وبها مات عام 488هـ.

3- إمارة طليطلة: وقد استقل بها بنو ذي النون، وأشهر أمرائها إسماعيل بن ذي النون (ت٤٢٩هـ) وابنه المأمون (ت 467هـ)، ثم حفيده القادر، وفي عهده دخل ألفونس السادس ملك قشتالة طليطلة عام 478هـ، وهي أولى المدن الأندلسية الكبرى ضياعا.

4- إمارة بلنسية: وكانت تابعة لأحد أحفاد المنصور بن أبي عامر، ثم اتحدت مع طليطلة زمن المأمون بن ذي النون، ولما سقطت طليطلة نقل ألفونس السادس القادر بن ذي النون إلى بلنسية، 

وفي عصره ظهر السيد القنبيطور الذي حاصر بلنسية واقتحمها عام 485هـ، وأحرق قاضيها أحمد بن جحاف، وذبح الآلاف من أبنائها، وظلت في يده حتى استردها المرابطون عام 495هـ.

5- إمارة سرقسطة: وقد استقل بها منذر بن يحيى التجيبي (ت ٤١٤هـ)، لكن بني هود أخذوها عام 431هـ، وقد دافعوا عنها دفاعًا مشهودًا ضد غارات النصارى الذين استولوا على حصن (بریشتر) عام 456هـ، وأنزلوا بأهله مذبحة بشعة، ثم تمكن المقتدر بن هود من استرداد الحصن عام 457هـ،

 ودخلت سرقسطة طوعا في ملك المرابطين، حتى سقطت في يد النصارى عام ٥١٢ هـ.

6- إمارة غرناطة: وقد استقل بها بنو زيري الصنهاجيون (زاوي ثم حبوس ثم باديس ثم عبد الله بن بلقين)، حتى سلمها الأخير للمرابطين بعد عبورهم عام 484هـ.

7- إمارة دانية: وكانت بيد مجاهد الصقلبي (ت436هـ)، ثم ابنه إقبال الدولة الذي سلمها لبني هود في سرقسطة، ثم دخلت مع سرقسطة في طاعة المرابطين.

8- إمارة مرسية: وكانت بيد المرتضي المرواني، ثم صارت إلى ابن عمار ثم المعتمد بن عباد ثم دخلها المرابطون بعد الإطاحة ببني عباد ، (أبو بكر بن عمار ، وعبد الرحمن بن رشيق) .

9-  إمارة المرية: وقد استقل بها بنو صمادح (معن بن صمادح ت443هـ، ثم ابنه المعتصم ت 484هـ)، حتى دخلها يوسف بن تاشفين عام ٤٨٤هـ والمعتصم على فراش الموت، فقال: نُغص علينا كل شيء حتى الموت.

10- إمارة بطليوس: وقد استقل بها بنو الأفطس (عبد الله ت437هـ، ثم ابنه المظفر ت 460هـ، ثم ابنه المتوكل ت 489هـ)، وقد اقتحم يوسف ابن تاشفين بطليوس عام 489هـ، وقبض على المتوكل، 

وقتله مع ولديه يوم الأضحى، ولعل قسوته عليهم كانت بسبب مراسلتهم للنصارى ودفع الجزية لهم، وحسبهم أن تنسب هذه المقولة الشنيعة للمظفر بن الأفطس: لو جاءني أبو بكر وعمر، ونازعاني في هذا الملك لقرعتهما بالسيف!!!

* * *

المصادر والمراجع :

1) للمزيد من التفاصيل في تاريخ الأندلس يراجع: دولة الإسلام في الأندلس، د. محمد عبد الله عنان؛ معالم تاريخ المغرب والأندلس، د. حسين مؤنس، غابر الأندلس وحاضرها، محمد کرد علي؛ التاريخ الأندلسي، 

د. عبد الرحمن الحجي؛ الأندلس التاريخ المصور، طارق السويدان؛ الأندلس في التاريخ، د. شاكر مصطفى؛ المسلمون في المغرب والأندلس، د. محمد زيتون؛ تاريخ المغرب والأندلس، د. عصام الدين الفقي؛ المسلمون في الأندلس، رينهارت دوزي، ترجمة: د. حسن حبشي.

* * *

رابعا: عصر المرابطين (484 -541هـ-1091-1147م): 

1- لم يكد ألفونس السادس يستولي على طليطلة سنة 478هـ حتى أحس أمراء الطوائف أنّ ما أصاب طليطلة أصبح قاب قوسين أو أدنى من إماراتهم، فأجمعوا أمرهم على إرسال وفد من الفقهاء للاستنجاد بأمير المؤمنين بالمغرب يوسف بن تاشفين، فهاله ما سمع، فجهز جيشا عبر به إلى الأندلس، وانضم إليه المعتمد بن عباد، 

وسحق جيش ألفونس السادس سحقا ذريعا في معركة الزلاقة المجيدة عام 479هـ، ثم عاد يوسف بن تاشفين إلى المغرب بسبب وفاة ابنه، ولو تلبث قليلاً لاسترد طليطلة، وقد اهتبل ألفونس السادس فرصة رجوعه إلى المغرب، فعاود الغارات على ملوك الطوائف، فعبر إليه يوسف بن تاشفين ثانية عام 481هـ،

 وكاد ينزل به ما أنزله يوم الزلاقة، لكنّ برد الشتاء حال بين الفريقين.

2- عاد أمراء الطوائف إلى شنشنتهم في الصراع والاستعانة بالنصارى، فقرر يوسف بن تاشفين - بعد استشارة الفقهاء - أن ينهي حكمهم، وأن يوحد الأندلس، فعبر للمرة الثالثة عام 483هـ، فمنهم من دخل طوعا في حكمه كبني هود في (سرقطة)، ومنه من قتله كالمتوكل بن الأفطس في (بطليوس)،

 ومنهم من نفاه كالمعتمد بن عباد صاحب إشبيلية، حتى دانت له الأندلس عام 484هـ.

3-  قام المرابطون بحملات مظفرة ضد النصارى، وسجلوا انتصارات مجيدة في (إقليش) عام 501هـ، وفي (أفراغة) عام ٥٢٨هـ، واستعادوا عددا من المدن السليبة مثل (بلنسية) وجزر البليار (ميورقة، منورقة، يابسة)، وضحوا بعدد كبير من خيرة قادتهم، منهم أخوان ليوسف بن تاشفين.

4- بدأت دولة المرابطين تترنح بعد هزيمتهم في معركة (كتندة) عام 514هـ، التي استشهد فيها القاضي الصدفي المعروف بابن سكرة، فبدأ بعض رؤساء المدن الأندلسية بالثورة عليهم مستعينين بالنصارى، كما قام محمد بن تومرت بالثورة عليهم في المغرب، فضعفت الدولة وسقطت (سرقسطة) عام ٥١٢ هـ .

5-ومن ثم تعاقب على حكم الأندلس أربعة من حكام المرابطين، هم: يوسف بن تاشفين ت500هـ، علي بن يوسف ت 537ھ، تاشفين بن علي ت 538هـ، إبراهيم بن تاشفين ت 541 هـ .

خامسا: عصر الموحدين (541-664هـ-1147-١٢٦٥م)

1- قاد المهدي بن تومرت الثورة في المغرب على المرابطين، واشتبك معهم في موقعة البحيرة عام ٥٢٤ه، وقد خلفه عبد المؤمن بن علي الذي يعد المؤسس الحقيقي لدولة الموحدين، والذي دانت له معظم الأندلس عام 541هـ.

2- أدى غياب المرابطين عن الأندلس إلى سقوط عدد من المدن الأندلسية في مطلع حكم الموحدين، فسقطت (المرية) عام ٥٤٢ه، ثم (طرطوشة) سنة 543هـ، ثم (لاردة) سنة544هـ.

3- حمل الموحدون راية الجهاد في الأندلس، وتمكنوا من استرداد مدينة ( اشبيلية (شلب)) وقصر أبي دانس، وألحقوا بألفونس الثامن هزيمة نكراء تشبه يوم الزلاقة في معركة (الأرك) عام 591هـ.

4- بدأت دولة الموحدين في التهاوي بعد هزيمتهم المؤلمة في معركة (العقاب) عام 609هـ، تلك التي لم تبق في الغرب شابا قادرا على القتال، واشتعلت الثورات في الأندلس والمغرب على السواء، فاستقل بنو حفص بتونس، وبنو زيان بالجزائر، وبنو مرين بالمغرب، وجعلت مدن الأندلس تتهاوى بصورة سريعة، 

حتى انتهى ملك الموحدين زمن الملك السعيد الموحدي عام 664هـ.

5- انفرط عقد المدن الأندلسية في نهاية عصر الموحدين، فسقطت (بطليوس) سنة ٦٢٦هـ، ثم (جزر البليار) سنة ٦٢٧هـ، ثم (قرطبة) سنة 633هـ، ثم (بلنسية) سنة 635هـ، ثم (دانية) سنة 641هـ، ثم (شاطبة) سنة 644هـ، 

ثم (إشبيلية) سنة 646هـ، ثم (مرسية) سنة 664هـ.

  ***

سادسا: عصر بني الأحمر (635-٨٩٧هـ-١٢٣٧-١٤٩٢م):

1- استقل محمد بن يوسف بن نصر المعروف بابن الأحمر والملقب بالغالب بالله ببعض المدن في جنوب الأندلس، واتخذ من (غرناطة) مقرا لحكمه عام 635هـ، واضطر إلى مسالمة النصارى،

 بل ساعدهم في الاستيلاء على (إشبيلية) مقابل بقائه حاكما على جنوب الأندلس.

2- تعاقب بنو نصر على حكم غرناطة، فكان جلهم من الضعفاء المهزومين، لكن منهم من جاهد النصارى، بل انتصر عليهم في معركة (إستجة) عام 674هـ، وموقعة (صخرة عباد) عام ٧١٨هـ.

3- شرع النصارى في تطويق مملكة غرناطة، فاستولوا على جزيرة طريف عام 741هـ، ثم أحكموا الحصار بالاستيلاء على جبل طارق سنة 867هـ، ثم كان زواج فرناندو الخامس (Fernando v) ملك أرجون من إيزابيلا (Isabella) ملكة قشتالة عام 884هـ مؤشرا على تعاون صليبي على استئصال دولة الإسلام بالأندلس.

4- سلم أبو عبد الله محمد بن علي الملقب بالصغير مفاتيح (الحمراء) في ٢ ربيع الأول سنة ٨٩٧هـ = ٢ يناير ١٤٩٢م، وأمر البابا بدق أجراس الكنائس في كل أنحاء أوربا، ولما شرع أبو عبد الله الصغير في البكاء ساعة الرحيل قالت له أمه صادقة:

ابك مثل النساء ملكا مضاعًا

لم تحافظ عليه مثل الرجال


5- نصت معاهدة التسليم على احتفاظ الأندلسيين بكامل حقوقهم الدينية، لكن نصارى أسبانيا ضربوا بكل بنودها عرض الحائط، ونصبوا محاكم التفتيش التي هي وصمة عار في جبين الإنسانية بأسرها،

 فاضطهدوا المسلمين بصورة شنعاء، وخيروا من بقي منهم بين التنصر أو الرحيل أو القتل، حتى أصدر الملك فيليب الرابع قرارا بإبعاد كل (المدجنين) عن أسبانيا عام ١١١٧هـ = ١٦٠٩م.

وبذا غربت شمس دولة الإسلام عن الأندلس، بعد أن أنارتها وأنارت أوربا كلها بنور العلم والمدنية لمدة تربو على ثمانية قرون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

***