جغرافيا الأندلس :

جغرافية الأندلس

 جغرافية الأندلس :

موقع الأندلس :

تقع الأندلس- أسبانيا والبرتغال حاليا - في الجنوب الغربي من قارة أوربا، وهي شبه جزيرة؛ إذ يحيط بها البحر المتوسط (يسميه العرب القدامى بحر الروم) والمحيط الأطلنطي (يسميه العرب القدامي بحر الظلمات) من الشرق والجنوب والغرب، ولا يصلها بأوربا غير سلسلة جبلية وعرة هي جبال (البرينيه) التي يسميها العرب بجبال البرانس أو جبال البرتات، وهو ما جعل المنطقة شبه معزولة عن أوربا، ويفصلها عن قارة (أفريقيا) مضيق كان العرب يسمونه مضيق الزقاق، ثم صار اسمه مضيق جبل طارق.

مساحة الأندلس :

لا نستطيع تحديد مساحة الأندلس؛ لأن ملك المسلمين تعرض لمدّ وجزر، إذ اتسع في فترة الدولة الأموية بالأندلس ليشمل جل مساحة إسبانيا (حاليا ٩٩٢،٥٠٥كم٢) وجميع مساحة البرتغال (حاليا ۹۲،۳۹۱کم۲) باستثناء جزء صغير جدا في شمال شبه الجزيرة الأيبيرية استقرت فيه فلول الهاربين، ثم شكلوا منه فيما بعد ممالك: أرجون وليون وقشتالة، ثم ضاق في فترة حكم بني الأحمر في غرناطة ليصير كما قال العمري: "كمفحص ضيقا، ومدرج النمل طريقا".

وصف الأندلس :

تمتد الجبال الشاهقة في شتى ربوع الأندلس، وبعضها يزيد ارتفاعه ۳۰۰۰ متر، فتبدو معتمة بالثلوج في فصل الشتاء، كما تنتشر فيها على الأنهار، وأشهرها نهر الوادي الكبير الذي تقع عليه قرطبة، ونهر (إبرو) الذي يصب جنوب برشلونة، ونهر (شقر) الذي يصب شمال دانية، ونهر (تاجه) الذي تقع عليه مدريد وطليطلة، ونهر (آنه) الذي تقع عليه بطليوس، ناهيك عن عدد هائل من الأنهار الصغيرة التي زينت ذلك البساط الأخضر بأساور من فضة لا حدود لروعتها.

طبيعة الأندلس :

والأندلس بلد حباه الله أجمل هبات الطبيعة، خصوبة في التربة، وعذوبة في المياه، وخضرة في السهول والجبال، واعتدالاً في الجو، وتنوعا في ألوان الفواكه، وغنى بشتى ألوان الثروات، حتى قيل في وصفها: "الأندلس شامية في طيبها وهوائها، يمانية في اعتدالها واستوائها، هندية في عطرها وذكائها، أهوازية في عظم جبايتها، صينية في جواهر معادنها، عدنية في منافع سواحلها"(1).

أثر طبيعة الأندلس في الشعراء :

وقد كان من أثر هذه الطبيعة الساحرة أن تجاوب الشعراء معها، فألهمتهم أروع آيات التغني بهذا الحسن الفتان، وذلك الوشي العبقري الفينان، وحسبنا من هذا قول ابن خفاجة ( ت533هـ): (2)

يأهــل أنـــــــدلس لله دركـــــــم 

مــاء وظـل وأنهـار وأشـجار


مـا جنـة الخلـد إلا في ديــاركم

ولـو تخيرت هـذا كنت أختـار


لا تتقوا بعـدها أن تدخلوا سقرا

فليس تدخل بعـد الجنـة النـار

 

وقول ابن سفر المريني: (3)

 

في أرض أنـدلس تلتـذ نعمـاء

 ولا يفـارق فيهـا القلـب سـراء


وكيف لا يبهج الأبصار رؤيتهـا 

وكل روض بها في الوشي صنعاء


أنهارهـا فضـة، والمسـك تربتهـا

 والخـز روضـتها والـدر حصباء

* * * *

المصادر والمراجع :

(*) للمزيد من المعلومات حول جغرافية الأندلس راجع: الأندلس في التاريخ، د. شاكر مصطفى، ص 9-6، الأندلس التاريخ المصور، د. طارق السويدان، ص ۲۹، تاریخ الأدب العربي، عصر الدول والإمارات (الأندلس)، ص 13، غابر الأندلس وحاضرها، محمد كرد علي، ص 13.

(1) الروض المعطار، ابن عبد المنعم الحميري، ص33.

(2) دیوان ابن خفاجة، تح / د. سيد غازي، ص 364.

(3) نفح الطيب: ۲۲۷،۲۰۹/۱.

الموضوع السابق :

الموضوع التالي :

تعليقات